تعرف هشاشة العظام بأنها مرض يؤدي إلى ضعف العظام وسهولة كسرها، ورغم الاعتقاد السائد بأن هذا المرض خاص بالنساء، فهو يصيب الرجال أيضًا، لكن بنسبة أقل.
أعراض هشاشة العظام
يمكن تقسيم أعراض هشاشة العظام إلى فئتين حسب الآتي:
الأعراض الأولية
عادةً ما لا تظهر أي أعراض لهشاشة العظام وهي لا تزال في مراحلها المبكرة، فالعرض الأول الذي ينذر بوجودها هو حدوث كسر عظمي، غير أن بعض المؤشرات قد تدل على احتمال وجودها، مما يتطلب استشارة الطبيب وفحص كثافة العظام (Bone density) للتحقق من التشخيص. وتشمل هذه المؤشرات الآتي:
- انحسار اللثة: تعمل الهشاشة على تقليل كثافة عظام الفك، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية في اللثة
- ضعف قبضة اليد: وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة نساء في سن انقطاع الحيض أن من لديهن كثافة عظمية منخفضة – وهي دليل على وجود هشاشة عظام – تكون قبضات أيديهن أضعف ممن لديهن كثافة عظمية عالية
- ضعف الأظافر: إذ تصبح الأظافر سهلة الكسر
ويذكر أن هذه المؤشرات لا تدل بالضرورة على الإصابة بهشاشة العظام، إذ إنها قد تكون ناجمةً عن أسباب أخرى.
الأعراض الثانوية
مع انخفاض الكتلة العظمية أكثر كون الهشاشة تتفاقم مع الوقت في حالة تركها دون علاج، فعندئذ قد تظهر أعراض أخرى، منها الآني:
- تراجع الطول: فكسور الضغط (Compression fractures) التي تصيب العمود الفقري تؤدي إلى ذلك، وهذا يعد العرض الأوضح الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة
- الإصابة بالكسور: وهو العرض الرئيس للهشاشة، إذ تصبح العظام قابلةً للكسر لأبسط الأسباب، من ذلك السقوط من مكان منخفض وحتى السعال والعطس القويين
- انحناء الظهر: وقد يؤدي هذا الانحناء إلى آلام في الرقبة والظهر وإلى ضعف القدرة على التنفس
سبب هشاشة العظام
إن الخلايا العظمية في عملية تجدد دائم، فالخلايا العظمية التي تهدم ينتج بدلًا منها خلايا عظمية جديدة لبناء العظام، لكن هذه الحالة المتناسقة من الهدم والبناء تضطرب مع تقدم السن، مما يجعل كبار السن أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بالهشاشة.
وأيضًا سبب هشاشة العظام يتعلق بالعامل الهرموني، فبعد انقطاع الحيض عن المرأة، تصبح أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة.
العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بهشاشة العظام
تشمل العوامل التي تزيد احتمال إصابة العظام بالهشاشة الآتي:
- تقدم السن: فكلما كبر الشخص، فإن احتمال إصابته بالهشاشة ترتفع
- جنس الأنثى: فقد ذكرنا أعلاه أن النساء أكثر عرضةً من الرجال للإصابة
- الوراثة: فإن كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصابًا بالهشاشة، فإن احتمال الإصابة يرتفع
- بنية الجسد: من لديهم بنية جسد صغيرة يكونون أكثر عرضةً للإصابة كونهم لا يملكون مخزونًا كبيرًا من كثافة العظام
- اضطراب مستويات الهرمونات الجنسية: فعند انخفاض مستويات الإستروجين في جسد المرأة بعد انقطاع الحيض، يزيد احتمال إصابتها بالهشاشة، وكذلك الحال لدى الرجال الذين يعانون من سرطان غدة البروستات، فإن مستويات التستوستيرون لديهم تنخفض، وذلك يزيد احتمال حدوث الهشاشة
- المعاناة من أمراض معينة: من هذه الأمراض الآتي:
- الداء الزلالي (Celiac disease)
- التهاب المفاصل الرثواني
- السرطان
- اضطرابات الأكل
- نمط الحياة غير الصحي: وذلك يتضمن:
- الكسل وعدم ممارسة الرياضة والأنشطة الجسدية
- عدم استهلاك العناصر الغذائية المهم لصحة العظام، أهمها الكالسيوم وفيتامين (د)
- التدخين
- استخدام أدوية معينة: أبرزها الأدوية الستيرويدية (Steroids) والأدوية التي تعالج الحالات الآتية:
- الأدوية المضادة للاختلاج
- أدوية السرطان
- أدوية الارتجاع المعدي
انواع هشاشة العظام
تنقسم انواع هشاشة العظام إلى الآتي:
النوع الأولي (Primary osteoporosis)
وهو النوع الأكثر شيوعًا من الهشاشة، ويحدث مع تقدم السن – لكنه ليس بالضرورة أن يصيب جميع كبار السن – والسبب وراءه هو انخفاض مستويات الإستروجين، فذلك يؤدي إلى تسارع موت الخلايا العظمية، فلا تستطيع الخلايا المتكونة حديثًا تعويضها.
النوع الثانوي (Secondary osteoporosis)
وهو ينجم عن وجود مرض معين أو الإكثار من استخدام أدوية معينة، فذلك يزيد احتمال الإصابة بالهشاشة.
النوع مجهول السبب (Idiopathic osteoporosis)
كما يبدو من اسم هذا النوع الذي يصيب الرجال والنساء وحتى الأطفال، فالخبراء حتى الآن غير قادرين على تحديد سببه.
تشخيص هشاشة العظام
يتم تشخيص هذه الحالة بإجراء فحص لكثافة العظام، وهو أسلوب تشخيصي يعمل على قياس قوة العظام ومقدار الكالسيوم والمعادن الأخرى فيها.
علاج هشاشة العظام
تتضمن الأدوية المستخدمة في علاج هشاشة العظام الآتي، ويختار أفضل طبيب عظام المناسب منها للمريض حسب حالته:
- فئة البيسفوسفونات (Bisphosphonate): وهي تعمل على إبطاء عملية هدم الخلايا العظمية كي تتناسب عملية مع بنائها، وذلك يسهم في الحفاظ على الكثافة العظمية ويقلل احتمال حدوث الكسور
- الأدوية المعدلة لمستقبل الإستروجين الانتقائي (Selective estrogen receptor modulators – SERMs): تملك هذه الأدوية تأثيرًا مماثلًا لتأثير هرمون الإستروجين في الجسد، فهي تحافظ على كثافة العظام وتقي من حدوث الكسور، لا سيما في العمود الفقري
- هرمون الغدد جارات الدرقية: تعمل هذه الأدوية على تنظيم مستويات الكالسيوم في العظام وحثّ الجسد على إنتاج خلايا عظمية جديدة
- الأدوية البيولوجية: وهي أدوية مصنعة من البروتين وغيره من مواد معينة ينتجها جسد الإنسان، وتستخدم هذه الأدوية في حالة عدم تمكن المريض من أخذ الأدوية الأخرى أو كانت حالته شديدةً، وهي تعمل على إبطاء هدم الخلايا العظمية والحثّ على الإسراع في إنتاج خلايا عظمية جديدة
- المكملات الغذائية: أهمها الكالسيوم وفيتامين (د)
الوقاية من هشاشة العظام
تعطى بعض النساء العلاج الهرموني التعويضي (Hormone replacement therapy – HRT) ما بعد انقطاع الحيض، وهو يعمل على الحفاظ على قوة العظام وتقليل احتمال الإصابة بالهشاشة، لكن له أضرارًا كثيرةً تشمل زيادة احتمال الإصابة بالسرطان.
غير أنه يوجد كثير من الطرق الصحية لتقليل احتمال الإصابة بهشاشة العظام، منها استهلاك ما يكفي من الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د) والحرص على التعرض إلى أشعة الشمس باستمرار للحصول على هذا الفيتامين من الشمس.
ويجب أيضًا الحرص على عيش نمط حياة صحي خالٍ من التدخين والكسل، فالتمارين الرياضية مهمة جدًا لمرونة الجسد، وقد أشرنا أعلاه إلى أن نمط الحياة الكسول يزيد احتمال الإصابة بالهشاشة.
ويحرص أفضل طبيب عظام، الدكتور أحمد القاسم، استشاري جراحة العظام، على متابعة مرضاه بدءًا من التشخيص وطوال الرحلة العلاجية للاطمئنان على صحتهم وعلى أن العلاج يحقق بالفعل الأهداف المرجوّة منه.
تعد هشاشة العظام حالةً شائعةً، لا سيما بين النساء بعد انقطاع الحيض، وتوجد لهذه الحالة مجموعة كبيرة من الأساليب العلاجية يختار الطبيب منها ما يناسب كل مريض على حدة حسب الحالة.