تعرف عملية تنظير الركبة (Knee Arthroscopy) بأنها إجراء طبي جراحي فعال وآمن نسبيًا يتم عبر إدخال منظار ينتهي بكاميرا بهدف علاج مشكلات كثيرة تصيب الركبة. وفي هذه المقالة سنتعرف على 4 حقائق مهمة عن هذه العملية.

1. لا تقتصر أهداف عملية تنظير الركبة على العلاج

تعد عملية تنظير مفصل الركبة من أكثر الإجراءات الطبية شيوعًا في مجال جراحة العظام، وأهدافها لا تقتصر على العلاج فحسب، وإنما تشمل التشخيص أيضًا.

فحسبما ذكرنا أعلاه، يدخل المنظار الطبي أثناء عملية التنظير داخل الركبة وتكون في نهايته كاميرا دقيقة الحجم، وهي تعمل على عرض صور مباشرة وحيّة للركبة من الداخل على شاشة الحاسوب ليستطيع الطبيب رؤية أنسجة الركبة وبنيتها الداخلية كاملةً بدقة، وخلال ذلك يستطيع تشخيص أي تمزق أو تلف في الأوتار أو الأربطة أو غيرها من أبنية الركبة، من ذلك حالات الخشونة، وتأكيد التشخيص في حالة إجرائه سريريًا.

وأيضًا من استخدامات عمليات تنظير مفصل الركبة إزالة الأنسجة التالفة والملتهبة، إذ تستخدم أثناء التنظير معدّات طبية خاصة تعمل على التخلص من تلك الأنسجة في حالة الحاجة إلى ذلك، فعلى سبيل المثال، إن كانت غضاريف الركبة قد تعرضت إلى التفتت، فإن الحطام يزال من الركبة أثناء التنظير وقد تزرع مكان الغضاريف المتفتتة غضاريف معدنية ليستعيد المفصل قدرته على العمل كما كان.

وقد يجرى التنظير في بعض الحالات بهدف أخذ عينة نسيجية لفحصها مخبريًا، وذلك على سبيل المثال في حالة الاشتباه بوجود التهاب في إحدى أبنية الركبة.

أما الوظيفة العلاجية لهذا الإجراء الطبي الجراحي، فهي تشمل ترميم الأنسجة التالفة، سواء أكانت أنسجةً عظميةً أم أوتارًا أم غير ذلك، فعندئذ تدخل معدات طبية خاصة مع المنظار لربط الأنسجة معًا لتستعيد قدرتها على أداء وظائفها الطبيعية.

ومن أبرز المشكلات والأمراض التي تعالج بهذا التنظير الآتي:

• إصابات الأنسجة الناعمة: تعرف الأنسجة الناعمة التي توجد داخل الركبة بالأوتار والأربطة، فالأوتار تربط العضلات بالعظام، في حين أن الأربطة تربط العظام ببعضها بعضًا، وتتعدد المشكلات التي تصيب هذه الأنسجة أو تنجم عن تعرضها للإصابات، من أبرزها الآتي:
  • التهاب الجراب (Bursitis)، وهي أكياس مليئة بالسوائل تتشكل في الأوتار قرب مفصل الركبة، وقد تصيب مفاصل أخرى غيره أيضًا، وهي قد تتشكل في العظام والعضلات على حد سواء
  • تمزق الرباط الصليبي الأمامي (Anterior cruciate ligament – ACL)
  • تمزق الغضروف الهلالي (Meniscus)
  • التهاب الوتر الرضفي (Patellar tendonitis)
  • تمزق الرباط الجانبي الإنسي (Medial collateral ligament – MCL)
• الكسور العظمية: في حالة الإصابة بكسر عظمي قريب من منطقة الركبة، فإن غضاريف مفصل الركبة قد تتحرك من مكانها، مما يتطلب العلاج
• الالتهابات: أهمها التهاب الغشاء الزلالي (Synovitis) وهو غشاء من الأنسجة الناعمة يبطّن مفصل الركبة، ففي حالة إصابته بالالتهاب الذي تشمل أعراضه الألم والتورم، فإنه يعد حالةً تتطلب العلاج

2. يمكن أن تجرى عملية تنظير الركبة تحت التخدير الموضعي

على عكس العمليات التقليدية، قد تجرى بعض عمليات تنظير الركبة والمريض تحت تأثير التخدير الموضعي فقط دون حاجة إلى تنظير عام أو تنظير ناحي (Regional anesthesia)، وهذا يجعلها أكثر آمنًا من العمليات التقليدية، فعادةً ما تكون الآثار الجانبية للتخدير الموضعي أقل شدةً من أنواع التخدير الأخرى.

وفي ذلك رد على السؤال الشائع: “هل عملية تنظير الركبة خطيرة؟“،، لكن اختيار نوع التخدير المناسب يعتمد على حالة المريض والمرض أو الإصابة التي يعاني منها، فضلًا عن عوامل مختلفة أخرى.

3. لا تتطلب عملية تنظير الركبة فتح شق جراحي كبير

على عكس العمليات الجراحية التقليدية، فإن تنظير مفصل الركبة يتطلب فتح شقوق صغيرة فقط وليس فتح شق جراحي كامل، وذلك يجعلها أكثر أمنًا من العمليات التقليدية، إذ إن احتمال حدوث الآثار الجانبية بعدها يعد منخفضًا جدًا، وفي ذلك رد ثانٍ على السؤال الشائع: “هل عملية تنظير الركبة خطيرة؟“

وما يجعل عملية تنظير الركبة تنجح دون حاجة إلى فتح شق جراحي كبير هو الحجم الدقيق للأدوات المستخدمة فيها، إذ إنها لا تتطلب سوى إدخال المنظار الذي يحتوي في نهايته على كاميرا صغيرة داخل الركبة ليتمكن أفضل طبيب عظام من رؤية بنية الركبة أثناء العملية والتحكم بالأدوات الطبية الدقيقة التي تدخل أيضًا من الشقوق الصغيرة.

وبعد انتهاء العملية، تغلق الشقوق الصغيرة بغرز طبية وتلفّ منطقة الركبة مع جزء من الساق بضمادة ومشد خاص، ثم يبقى المريض في غرفة الإنعاش لمدة نحو 60 – 120 دقيقةً لتزول آثار التخدير ويطمئن الطبيب على حالته.

ورغم ذلك، فقد تؤدي عملية التنظير في حالات قليلة إلى آثار جانبية تشمل الآتي:

• العدوى
• النزيف
• تشكل خثرة دموية (جلطة)

4. معظم المرضى يعودون إلى منازلهم في نفس يوم عملية تنظير الركبة

تتسم عمليات تنظير مفصل الركبة بإمكان العودة إلى المنزل في نفس يوم الخضوع إليها في معظم الحالات، غير أنه يكون على المريض الالتزام ببعض النصائح لتسريع التعافي بعدها، ومن أهم هذه النصائح الآتي:

• تجنب الوقوف على الساق التي جرى تنظير ركبتها لعدة أيام بعد العملية، لكن يمكن استخدام العكازات في تلك الأيام القليلة
• استخدام الأدوية المسكنة حسب تعليمات الطبيب، وعادةً ما تكون هذه الأدوية من فئة الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية (Non-steroidal anti inflammatory drugs – NSAIDs) والمسكنات التي لا تباع دون وصفة طبية؛ وقد يصف الطبيب أدويةً أخرى للمريض، منها الأدوية المضادة للتخثر لمنع حدوث جلطات
• رفع الساق عن مستوى القلب، وذلك لتخفيف التورم والألم

أما عن المدة التي يحتاجها المريض ليتعافى تمامًا بعد عملية تنظير مفصل الركبة، فهي تختلف بين مريض وآخر، وذلك بناءً على عدة عوامل، منها سبب التنظير، أي نوع المشكلة التي كان يعاني منها المريض، إضافةً إلى عوامل تتعلق بصحة المريض العامة.

ويحرص أفضل طبيب عظام، الدكتور أحمد القاسم، استشاري جراحة العظام، على متابعة مرضاه بدءًا من التشخيص وحتى التعافي التام للاطمئنان على صحتهم وعلى أن عملية تنظير المفصل قد حققت الأهداف التي أجريت من أجلها.

تعد عملية تنظير الركبة أسلوبًا تشخيصيًا وعلاجيًا فعالًا وآمنًا نسبيًا، ولها كثير من المميزات التي تجعلها تتفوق على العمليات الجراحية التقليدية.

المصادر:

• https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/17153-knee-arthroscopy 
• https://orthoinfo.aaos.org/en/treatment/knee-arthroscopy/ 
• https://www.mountsinai.org/health-library/surgery/knee-arthroscopy#:~:text=Knee%20arthroscopy%20is%20surgery%20that,to%20see%20inside%20your%20knee. 
• https://www.bupa.co.uk/health-information/knee-pain/knee-arthroscopy#recovery